أنا لا أمل أبداً من مشاهدة فيلم “قراصنة وادي السيليكون” الذي يحكي قصة بدايات شركتي ميكروسوفت و أبل, و المنافسة الشديدة على تقديم أول حاسب آلي للمستخدم, و كيف أنهم بدؤا من الصفر ليقدموا لنا أنظمة التشغيل التي نعمل جميعاً عليها اليوم و كيف أن هاتين الشركتين قد غيروا التاريخ فعلاً بنقل مفهوم استخدام الحاسب الآلي لأشخاص معينين فقط إلى المستخدمين العاديين في جميع المنازل, و كيف أنهم كانوا في تسابق دائم لتقديم الأفضل.
و مع أن أبل استمرت حتى الآن في تقديم الجديد من الأشكال المختلفة من الماك مثل الماك ميني و الماك بوك أير إلى ثورة الأيبود و مغير صناعة الهواتف المحمولة الأيفون إلا أن ميكروسوفت بقى تركيزها على نظام التشغيل ويندوز.
أبل هي التي أتت بمفهوم واجهة المستخدم الرسومية بعد أن تبنته من زيروكس إلا أن ميكروسوفت قد استفادت من ذلك في ويندوز بشكل قياسي و أكبر دليل وجود أكثر من 90% مستخدم لويندوز من إجمالي عدد مستخدمي الإنترنت مقارنة بـ5% فقط مستخدم لنظام الماك, فهل حان يا ترى الوقت لتقلب أبل الموازين و يصبح جهازها اللوحي هو قائد الحاسبات اللوحية في المستقبل؟
و مثلما شهدنا التاريخ تقريباً عند تقديم مفهوم واجهة المستخدم الرسومية فأننا على وشك لحظة تاريخية جديدة غداً عند تقديم أبل لآخر إختراعاتها و هو الحاسب اللوحي, لتعلن بذلك بداية عصر جديد و هو عصر الحاسبات اللوحية.
مع أننا لا نعلم ماذا سوف تكشف عنه أبل غداً إلا أنه على الأغلب هو الحاسب اللوحي الأسطوري الذي جعل الصحفيين و التقنيين و المدونيين في حيرة كبيرة طوال السنة الماضية, و لكن عندما وصلت الدعوات لحضور هذا المؤتمر تحت عنوان “تعالوا شاهدوا آخر إبتكاراتنا” فلا بد أن أبل سوف تقدم شيئاً جديداً كلياً و على الأغلب هو الحاسب اللوحي.
الشيء الجديد الذي سوف ينتشر هو الحاسب اللوحي – الحاسب على هيئة مذكرة يعمل باللمس – slate-shaped mobile computer device المحتمل أن تطلق عليه إحدى هذه التسميات iTablet أو iSlate أو iGuide أو iPad يبدو أننا سوف نتأكد من هذا الأمر في المؤتمر و يمكننا الحصول على الجهاز في شهر مارس كما تشير التوقعات.
و لكن ما هو الحاسب اللوحي بالظبط؟ و هل فعلاً نحن بحاجة له بجانب الحاسب المحمول و الهاتف النقال؟ ببساطة الحاسب اللوحي موجود حالياً و هو حاسب محمول مع شاشة تعمل باللمس يسهل الكتابة عليها بقلم مخصص للملاحظات السريعة و لكن لا يستخدمه عدد كبير من المستخدمين و ذلك لعدة أسباب منها إرتفاع ثمنه عن الحاسب المحمول و سرعة الإستجابة عند الكتابة بالقلم تكون ابطأ من الكتابة عبر لوحة المفاتيح و إمكانية تضرر الشاشة لأنه يستخدم بشكل أكبر من الحاسب المحمول.
لذلك عندما قدمت ميكروسوفت مفهوم الحاسب اللوحي مع نسخة خاصة من نظام التشغيل ويندوز تحمس الكثيرون له و لكنها لم تطبق الفكرة بشكل جيد, فعلى الأقل كان من المفترض تجهيزه بنسخة معدلة جذرياً من نظام التشغيل و واجهة إستخدام سهلة أكثر و هو ما نتوقعه في الحاسب اللوحي من أبل, الذي قد يكون نسخة معدلة من نظام الأيفون المرن و المناسب لشاشة تعمل باللمس للإستفادة من الكم الهائل من التطبيقات الموجود مسبقاً في متجر البرامج خاصة بعدما سمعنا أن أبل أخبرت بعض المطورين بتصميم برامجهم مع مقاسات شاشة أكبر من مقاس شاشة الأيفون.
لذلك من المنتظر أيضاً من أبل إبتكارات جديدة في هذا الجهاز خاصة بعد شهور من الإنتظار و التكهنات و إلا أن المستهلك لن يقتنع بشراء جهاز جديد يستخدمه بجانب الهاتف المحمول و الحاسب المحمول.
و لكن فقط الآن عندما أعلنت أبل عن أكبر أرباح لها في تاريخ الشركة, قال ممثل العلاقات العامة على لسان ستيف جوبز أن هناك منتج جديد كلياً سوف نعلن عنه الأسبوع القادم و نحن متحمسون له جداً, و هذا أمر نادراً ما يحدث, فعادةً أبل لا ترفع من التوقعات للأجهزة التي سوف تطرحها, و لكن بمقولة ستيف جوبز تلك نستطيع أن نتأمل الكثير.
و لكن يبدو أن جوجل لن تدع أحدا يحلق بعيداً و هي تعمل حالياً مع HTC منذ أكثر من سنة و نصف لإصدار حاسبهم اللوحي الخاص لمنافسة أبل و طبعا لا ننسى النموذج التخيلي للحاسب اللوحي من مايركوسوفت Courier الذي يحتوي على شاشتين و يبدو واعداً أيضاً مع أنه ما زال مجرد نموذج أولي.
المضحك بالأمر كيف أن أبل و ميكروسوفت اتحدوا بشكل مؤقت عند عودة ستيف جوبز في 1997 فإن التاريخ يكرر نفسه الآن بعدما سمعنا عن إحتمال وجود تعاون مشترك بين أبل و ميكروسوفت و ذلك للوقوف في وجه هيمنة جوجل و كبداية على ذلك إحتمال أن تجعل أبل من محرك البحث “بينج” الخاص بميكروسوفت هو محرك البحث الأساسي في الأيفون القادم.
إقرأ أيضاً: