• الخميس , 21 نوفمبر 2024

أنابيب ياهوو

مع أنني سمعت بمصطلح عصر المعلومات منذ فترة بعيدة إلا أنني لم أدرك معناه الحقيقي إلا مؤخراً, فالمعلومات الآن تأتيك من كل مكان, إنها كالأمطار الغزيرة و لكنك لا تريد أن تحتمي منها بالمظلة لأنك بالنهاية بحاجة لهذه المعلومات.
و غالباً ما يرافق هذا المصطلح كلمة عصر السرعة أيضاً, لأنه هذه المعلومات تأتينا عبر وسائل الإتصال الحديثة المتطورة غالباً.

و الآن أسرع مصدر للمعلومات هو عبر الإنترنت بلا شك, فمن بين المواقع الأخبارية إلى المواقع التي تختص بمجالك إلى مدونات تهمك أو خاصة بأصدقائك و مؤخراً الشبكات الإجتماعية دون أدنى شك, و لكل موقع أو خدمة طريقة يتابع بها الزائرون إن كان من خلال الزيارة المباشرة أو القوائم البريدية أو على الأغلب عبر التغذية أو خلاصات الموقع RSS Feeds .

لذلك عندما بدأت فكرة الـRSS Feeds بالإنتشار, سرعان ما دعمتها المواقع و تزودت بها و وفرتها لزوارها, لأنها أسهل طريقة لنشر الأخبار بدون الزيارة المباشرة للموقع و لكن مع إزدياد عدد المواقع التي يتابعها المستخدم و الكم الهائل من التحديثات, فقد اصبحنا غارقين في كثافة المعلومات و لم نعد نلحق على متابعة كافة المصادر, لو أن كان هناك طريقة ما لتصفية هذه المعلومات من المواضيع التي لا تهمني أو التي سبق و أن شاهدتها و تصلني الأخبار كما أحب؟ لحسن الحظ هناك طريقة موجودة منذ فترة و لكن الكثيرون لم يسمعوا عنها, لذلك وددت أن انشر الخبر عنها لأنها حتما سوف توفر الكثير من الوقت و الجهد على الكثيرين.

و الآن احب ان اعرفكم على استوديو المعلومات الخاص بك, انت تبنيه و انت تديره, تقوم بعمل المبرمجين و أنت ليس بمبرمج, إنه ياهو, أنابيب ياهو! Yahoo Pipes نعم هذا هو الإسم, فبغض النظر عن الإسم المضحك بعض الشيء لبعده كلياً عن اي شيء تقني فإنها أداة مفيدة جداً.

و لا بد أن تفكيرك ما زال في الإسم لذلك سوف أخبرك من أين أتى الإسم لتركز على الأداة, فقد اقتبس الإسم من أنظمة التشغيل الشبيهة باليونكس, حيث برمجياً هناك مدخل و مخرج لكل عملية معالجة و لذلك دعيت بالـ unix pipline و منها اخذت ياهو هذا الإسم للدلالة على العمل الذي تستطيع القيام بها كما يفعله المبرمجون و أيضاً لسهولته.

فكرة الخدمة بشكل عام هي تجميع كافة المصادر التي ممكن أن تحصل منها على معلومات عبر الإنترنت و إخراجها لك عبر مخرج واحد للتتابعه فقط, دون اللجوء لزيارة جميع مصادرك كل يوم, فبهذه الطريقة, يجب عليك أن تزور كافة مصادرك للمرة الأخيرة و تضعهم في هذه الخدمة لتستطيع بعدها الدخول لمكان واحد فقط لتحصل على معلوماتك.

قل يتبادر إلى ذهنك أن هذا هو عمل قارئ الخلاصات و هو تجميع جميع مصادر التغذية في مكان واحد, و أنا أعتقدت ذلك في بادئ الأمر, لكن الياهو pipes متقدمة بمراحل, حيث يمكنك إضافة أي مصدر و حتى إن لم يقدم خلاصات الأخبار, أو حتى لو قررت أن تعتمد على خلاصات الأخبار فقط فهناك ميزات عديدة, مثلاً هل تتابع مثلي أكثر من 50 موقع تقني و قد مللت من أخبار منتج معين؟ يمكنك أن تعدل الpipe بحيث يفلتر أي خبر يحتوي على كلمات معينة تتحكم أنت بها, مثلاً عندما أطلقت جوجل هاتف نيكسوس ون أمتلأ الصندوق عندي بأخبار عنه و أغلبها مكرر, لذلك قمت بإضافة فلتر ليخفي عني الأخبار المتعلقة بالجهاز.

هناك أكثر من خيار في نظام الـpipes مقسمة لأكثر من قسم, و كلها إختيارات بسيطة تستطيع تعديلها مثل مصادر التغذية المباشرة من المواقع, و إن لم يكن الموقع يقدم التغذية يمكنك إستخلاص المعلومات منه أيضاً عبر تحديد المكان الذي يحتوي على المعلومات التي تريدها.
و بإمكانك تجربة الخدمة لغرض التسلية و الترفيه أيضاً, فتخيل أنه بإمكانك عمل دمج لأكثر من خدمة عبر خطوات بسيطة و متغيرات بسيطة و بإمكانك عملها عامة أيضاً لتشاركها مع أصدقائك, و بقية المستخدمين, فمثلاً هناك الألاف من الأمثلة أو الـPipes الجاهزة في الموقع و كمثال هناك pipe يقوم بعرض صور من موقع الصور فليكر بناءاً على آخر عناوين و الكلمات المفتاحية للصحف و الجرائد مثل الذي جربته بالأمس الذي يقوم بقراءة عناوين جريدة نيو يورك تايمز و يعرض الصور المتعلقة بالعناوين.


لن أستطيع شرح جميع خصائص الخدمة و لكن هدفي الأساسي جلب مزيد من الإنتباه للخدمات التي توفر علينا الوقت, لذلك يمكنك التسجيل بالخدمة مجاناً و إكتشاف ماذا يمكنك عمله من وظائف اُخرى أيضاً يمكن إضافتها و التعديل عليها من خلاص الواجهة الرسومية السهلة التي تشعر و كأنك في تطبيق على جهازك و ليس على موقع على الإنترنت.

إقرأ أيضاً:

مقالات ذات صلة