أطلقت جوجل الأسبوع الماضي خدمة جديدة تدعى Buzz, و هي خدمة إجتماعية جديدة تمكنك من مشاركة تحديثاتك, صورك, الفيديو الخاص بك و المزيد, و كل هذا مدمج فوراً في بريدك الإلكتروني من جوجل Gmail, بدون الحاجة لتنصيب أي برامج إضافية أو عمل حساب خاص, أو دعوة أصدقائك, فبشكل تلقائي سوف يتم إضافة أصدقائك الذين راسلتهم عبر بريدك إلى قائمة الأشخاص الذين تتابعهم و بتابعوك, الأمر الذي أعتبرته جوجل ميزة, يراه البعض بأنه خرق للخصوصية, لذلك قامت بتغيير هذه الخاصية فوراً بعد يومين من إطلاق الخدمة.
بغض النظر عن الجدل الحاصل بخصوص خرق الخصوصية, و مع أن جوجل قامت ببعض التحديثات لتجنب ذلك, الفكرة بشكل عام قد يكون لها مستقبل واعد إلى أنني أرى أن طريقة تطبيق الخدمة الجديدة عبارة عن محاولة فاشلة لجوجل للدخول في مجال الشبكات الإجتماعية, لأنها لطالما فشلت في ذلك.
لذلك كان الحل الأمثل بدمج الخدمة فوراً داخل البريد الإلكتروني, و ذلك للحصول على قاعدة مستخدمين كبيرة جداً من اللحظة الأولى, لأنه من أصعب المراحل عند إطلاق خدمة جديدة, هو جلب إنتباه الناس, بالإضافة لذلك قامت جوجل بدمج بعض المواقع الشهيرة بالخدمة بشكل طبيعي مثل خدمة الصور بيكاسا, فليكر أو جوجل ريدر و حتى تويتر.
محاولات جوجل للدخول في حقل الشبكات الإجتماعية بدأ بشرائهم لـ Orkut التي مع أنها تعد ناجحة, و لكنها ليست مهولة النجاح
مثل فيس بوك الذي وصل عدد مستخدميه مؤخراً إلى 400 مليون شخص, 25% منهم يدخلون عبر الهاتف المحمول, و بعد ذلك حاولت جوجل مرات عدة شراء تويتر, و لكن جميع المحاولات بائت بالفشل مع أن أغلبها كانت قبل الشهرة التي حصل عليها تويتر في السنة الماضية, إلا أن مالكي الخدمة كانوا يعلمون مدى أهمية تويتر, الذي كان يستهزأ البعض منه و يعتبره لعبة أو مضيعة وقت, و من ثم أتت موجة جوجل Google Wave التي للآن لم يفهم أحد ما استعمالها الأساسي!
و لكن تعدّي فيس بوك على عرش جوجل مؤخراً كما سمعنا بأنهم ينوون إطلاق خدمة بريد إلكتروني خاصة بهم ربما جعل جوجل تستعجل الأمور و تطلق خدمة إجتماعية داخل بريدهم الإلكتروني.
أكبر الفجوات التي سوف تغطيها Buzz هي لمستخدمي الإنترنت الذين لم يستخدموا تويتر من قبل, بسبب أنهم لم يفهموا فكرته, أو لم يودوا أن يفتحوا حساباً آخر هنا و هناك.
و على الرغن أنني أرى أن الخدمة لم تقدم جديد, إلا أن هناك الإستفادة من الخدمة عبر الهاتف المحمول, فالخدمة هناك تأخذ شكلاً أخراً مستفيدة من نظام تحديد المواقع لتخبرك مَن مِن أصدقائك متواجد بقربك و ماذا يفعلون عبر الخريطة, مثل الخدمات التي ظهرت مؤخراً مثل Foursquare و Gowalla التي تعتمد بشكل كامل على هذه الخاصية و لكن بطريقة تشبه اللعبة, و لكن ما يميز Google Buzz في هذه الناحية أن أغلب الناس يملكون حساباً في Gmail على خلاف الخدمات الاُخرى التي للآن لا يستخدمها إلا عدد محدود جداً من الأشخاص محلياً, لذلك أعتقد أن هذه الخدمة موجهة للهاتف المحمول أكثر منها للحاسب الشخصي.
لذلك أحب أن ألخص إيجابيات الخدمة و هي زيادة التواصل بينك و بين أصدقائك بطريقة سهلة جداً, و أيضاً البعد الجديد كلياً التي توفره في الهاتف المحمول, و بالنهاية أراها أنها نسخة مبسطة من Wave مع دمج خدمة قد أطلقتها جوجل من قبل و لم تلقى رواجاً أيضاً و هي Latitude التي تمكنك من معرفة مكان أصدقائك على الخريطة فقط لا غير, أما في Buzz فإنه خليط بين كل هذه الخدمات Gmail, Wave و Latitude .
و أيضاً من اجمل الأمور هو كيف بإمكانك تلخيص فعالياتك على الإنترنت, الأمر الشبيه بـFriendfeed الذي استحوذت عليه Facebook و لكن بشكل أسهل, فمثلاً أي تعليق تضيفه في Youtube, Twitter, Facebook Flicker و Picasa سوف يظهر تحت حسابك في Buzz.
أما عن السلبيات فهي على الأغلب خرق خصوصيتك إذا لم تتحكم بخيارات الخصوصية بشكل جيد, كثير من المستخدمين قاموا فوراً بإغلاق الخدم بعدما شعروا بأن خصوصيتهم ليست على ما يرام, و لكن كان بإمكانهم تعديل الخيارات و الإستمتاع بالخدمة, أيضاً قد تسبب Buzz بعض الفوضى في بريدك الإلكتروني الخاص, فالتعليقات التي تصلك سوف تصل إلى صندوق الوارد لديك مما يجعلها محيّرة بعض الشيء.
صحيح أن جوجل لم تقدم شيئاً جديداً, و لكنني متأكد بتطويرها للخدمة, و بوجود مستخدمين كثر لبريد Gmail , فإن Buzz سوف تأخذ حيزاً لا بأس به وسط الشبكات الإجتماعية. و استحواذ جوجل على شبكة البحث الإجتماعية Aardvark ادفارك مؤخرا يثبت أنها مصرّة على دخول هذا الميدان.
إقرأ أيضاً:
جديد
خدمة جميلة لمنافسة فيس بوك وشبكات الاجتماعية الاخرى
عُشّاق فيس بوك يطرقون أبوابنا | الخلاصات العربية
[…] و “هل هي نهاية أمجاد الأيفون؟” و “ما كل هذه الضجة يا جوجل” انتشرت كثيراً بين مستخدمي الفيس بوك, بدون أن يكون […]